موضوعنا اليوم في غاية الأهمية, إذ نتحدث عن الهواتف المحمولة و التي باتت تمثل سوق هائل الحجم يتغير كل لحظة و يمتد في كل الأنحاء بعدد هائل من الهواتف التي باتت متاحة في السوق .. مما جعل مهمة اختيار هاتف مناسب عبئا كبيرا على من ينوي شراء هاتف محمول جديد .. في هذا المقال نستكشف هذا السوق معكم .. و نحاول أن نحدد النقاط الرئيسية التي يجب أن تضعها في مخيلتك عند اتخاذ القرار بشراء هاتف محمول جديد ..
حدد ميزانيتك ..
كما هي العادة دائما, فإن النصيحة الأولى تكون أن تحدد السقف النقدي الذي لن تتخطاه لهذا الغرض, فها نحن نعيدها مرة أخرى, ليس هناك حدود لما قد تشتريه اذا تركت هذا السقف النقدي مفتوح. و هذا المبلغ التقديري الذي تضعه في مخيلتك كأقصى قيمة قد تدفعها في مقابل هاتف محمول هو نقطة رئيسية تساعدك بشكل كبير في تحديد نطاق الاختيار فلا تضيع وقتك في تصفح منتجات لن تفيدك في عملية الاختيار و لن تزيدك سوى حيرة دون داعي .. إذا, فالخطوة الأولى هي تحديد أقصى مبلغ قد تدفعه لهذا الغرض .. إذا كنت لا تملك حد أقصى لهذا المبلغ و تبحث فقط عن الأفضل أو عما يناسبك دون اعتبار للقيمة المادية فيمكنك تجاوز هذة الخطوة مباشرة الى الخطوات التالية ..
هاتف محمول أم حاسب كفي ..
في هذا العصر تخطت الهواتف المحمولة المفهوم التقليدي لكلمة هاتف محمول بدرجات كبيرة, فقد دخلت علينا مصطلحات كثيرة من هواتف ذكية’ الى مشغلات وسائط متعددة الى حاسبات كفية صغيرة, مما يستدعي أن نفرد لهذا التحديد جزء خاص به. فلابد أن تحدد أولا إذا ما كنت تهتم بأن يكون هاتفك المقبل هو هاتف بدرجة رئيسية, أم كمبيوتر كفي صغير في المقام الأول على أن تكون خاصية الهاتف به كغيرها من الخواص الأخرى و هذة النقطة تكمن أهميتها في أنها ستوجهك بشكل كبير الى الاتجاه الذي قد تبحث فيه. فإذا كنت تبحث عن كمبيوتر كفي بالمقام الأول فيجدر بك أن تبدأ في التفكير في أجهزة الكمبيوتر الكفية العاملة بنظام تشغيل Windows Mobile و التي شهدت تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة و الكثير منها يضم هاتف محمول مدمج كما قد تفكر الأجهزة الأكبر حجما و الأكثر شبها بالحاسبات الكفية الصغيرة مثل هواتف Communicator على سبيل المثال.
إن النقطة التي ستحدك هنا هي احتياجاتك الرئيسية, فهذة الحاسبات الكفية الصغيرة هي أفضل خيار لمن يبحثون عن وسيلة محمولة لتنظيم المواعيد, عرض الملفات المختلفة مثل العروض التقديمية و الأبحاث و كذلك ملفات الوسائط المتعددة على شاشات أكبر حجما نسبيا من الشاشات التقليدية للهواتف المحمولة, كما أن احتواء بعضها على لوحة مفاتيح كاملة يمثل نقطة هامة لكثيري المراسلات و رجال الأعمال و من يهتمون بمتابعة و الرد على بريدهم الإلكتروني على مدار الساعة. كذلك تمثل هذة الحاسبات الكفية الصغيرة في معظمها بيئة منفتحة - خاصة الأجهزة العاملة بنظام التشغيل Windows Mobile - و التي تقدم للمستخدم ملايين البرامج التي تمثل انفتاحا على العالم و قابلية للتمدد و التوسع أكثر من غيرها من الهواتف المحمولة الأخرى.
على النقيض نجد العيب الرئيسي لهذة الأجهزة يكمن في نقطتين رئيسيتين, الأولى هي كبر حجمها في معظم الأحيان إذ أنها أُعدت لأغراض معينة تقتضي حجم أكبر للشاشة و لوحة مفاتيح في بعض الأحيان مما ينتج عنه زيادة في الحجم تعتبر زيادة سلبية لمن لا يهتم بالغرض الرئيسي الذي أُعدت من أجله هذة الأجهزة. أما العيب الثاني فيكمن في كثرة مشاكل نظام التشغيل و المشكلات المترتبة على كثرة تحميل البرامج المختلفة على هذة الأجهزة مما قد يصيب نظام التشغيل بحالات من عدم الاستقرار و هو ما يعد عيب إضافي لمن لا ينوي الاستفادة بما تقدمه هذة الأجهزة من انفتاح.
خلاصة القول: قبل أن تتجاوز هذة النقطة, تأكد من الغرض الرئيسي الذي ستشتري الجهاز من أجله, هل تبحث عن هاتف محمول سهل الاستخدام و مباشر و يقدم لك أداء ثابت دون مشكلات .. أم تبحث عن كمبيوتر كفي محمول يقدم لك الكثير من المميزات و الخواص التي تفيدك في عملك و تنظيم وقتك ؟؟!!
هاتف محمول أم كاميرا رقمية ..
هذة النقطة أجدها في غاية الأهمية, فقد توسعت الهواتف المحمولة في هذا المجال بشكل بات يثير الكثير و الكثير من التساؤلات الى الحد الذي دفع البعض الى التساؤل اذا ما كنا سنشهد اليوم الذي تختفي فيه الكاميرات الرقمية التقليدية و يستبدلها المستخدم التقليدي بالهاتف المحمول. وواقع الأمر أجدني هنا مضطرا الى التصريح برأيي الشخصي في هذة النقطة, فأنا بشكل شخصي لا أعتقد كليا في الكاميرات الرقمية المدمجة في الهواتف المحمولة, و لا أثق بشكل حقيقي في أي منها, بدأ من الكاميرا بدقة 1.3 ميجا بكسل و حتى ما وصلت اليه هذة الأيام من 5 ميجا بكسل أو ما ستصل اليه قريبا ربما 7-8 ميجا بكسل. فبتجربة شخصية لكل ما صدر تقريبا, و للكاميرات الرقمية المدمجة في عدد كبير من الهواتف من معظم منتجي الهواتف المحمولة, لم أجد مطلقا ما يمكن أن يطلق عليه بديلا للكاميرا الرقمية المنفصلة, ربما يكون ذلك بسبب أنني في مجال التصوير لا ترضيني سوى الجودة الرائعة و الصور المشرقة التي أجدها مازالت حكرا على الكاميرا الرقمية التقليدية.
لكن بأي حال ما أردت الخروج به من هذة النقطة هو: كن جريئا .. ليس معنى أن الكل بات يتبارى في امتلاك الجوالات التي تحوي كاميرا مدمجة بدقة كبيرة, ليس بالضرورة أن تحزو حزوهم … فقط حدد ما تحتاجه .. هل تريد هاتف يملك كاميرا رقمية دقة عالية ؟؟ اذا كنت تحتاج و تثق بقدرات كاميرا الجوال , فابحث في هذة النوعية من الهواتف .. أما اذا لم تكن بحاجة الى هذة الكاميرا فلا تندفع وراء مميزات لا تريدها و لن تنفعك بشئ اللهم إلا زيادة سعر الهاتف ..
الجيل الثالث: هل أتبع هذة الصيحة أم لا ؟؟
في هذا الموضوع شاهدت الكثير من الآراء, فهناك البعض ممن يبحث وراء أي شئ جديد حتى قبل أن يتحرى إن كان بحاجة اليه أو له فائدة حقيقية له أم لا .. فهو يسعى لامتلاك الشئ أولا ثم يفكر في فائدته بعد ذلك, و هناك البعض الآخر ممن لا يدري ما هو الجيل الثالث لشبكات الهاتف المحمول و عليه فهو لا يدري له فائدة سوى مكالمات الفيديو و لذا فهو لا يهتم به .. في رأيي الشخصي, كلاهما على خطأ .. فالجيل الثالث كمفهوم, لا ينحصر مطلقا في مكالمات الفيديو أو مشاهدة البرامج التليفزيونية عبر الهاتف, و انما هو زيادة هائلة في سرعات شبكات الهاتف المحمول, تفتح الآفاق لمستقبل مختلف تماما, أقل ما يقدمه هذا المستقبل هو الانترنت فائق السرعة في أي مكان و بسرعات هائلة عبر الهاتف.. و هو مفيد بشكل خاص لمن ينوي توصيل الهاتف بحاسبه المحمول و استخدامه لتصفح الانترنت بسرعات الجيل الثالث و ان كان يعيبه الى الآن ارتفاع الأسعار بدرجة كبيرة ..
السؤال الآن هل أشتري هاتف يدعم الجيل الثالث أم لا ؟؟ .. جوابي سيكون الأمر يتوقف على نيتك, فإذا كنت تنوي الاحتفاظ بالهاتف الذي ستشتريه لفترة طويلة فالأفضل أن تشتري هاتف يدعم الجيل الثالث .. أما إذا كنت ممن يغيرون هواتفهم بشكل منتظم .. فأنصحك بأن تضع هذة الأولوية في المقام الثاني .. ذلك لا يعني ألا تلتفت لها مطلقا و انما يعني أن تضعها في المقام الثاني فهناك هواتف رائعة في الوقت الحالي مثل الiPhone مثلا و غيره لا تدعم الجيل الثالث بسبب الاستهلاك الكبير للبطارية .. لذا فإذا كنت ممن يغيرون هواتفهم كثيرا .. فيمكنك أن تختار الهاتف الذي يناسبك الآن و تنتظر قليلا على تقنيات الجيل الثالث ..
بأي الشركات المصنعة تنصحني ؟؟
واقع الأمر, ليست هذة هي الصيغة المناسبة للسؤال .. ولكن ما عنيته بإثارة هذة النقطة هو شئ واحد .. إن الهاتف المحمول لم يخلق و اسم Nokia يعلوه .. إنني أؤيد القول السائد بأن الأكثر انتشارا دائما يملك سببا يؤهله لأن يكون الأكثر انتشارا .. و هذا لا غبار عليه .. لكن سوق الهاتف المحمول توسع بطريقة مذهلة في الوقت الحالي, و لم يعد الآخرين صغار .. فهناك الكثير من الشركات الكبرى ذات الاسم الثقيل الذي يضمن لك منتجك و في الوقت ذاته تقدم لك منتجات تتفوق على هواتف Nokia في عدة نقاط .. في التصميم على سبيل المثال .. كما أن أجهزة الحاسبات الكفية مازالت حقلا لم تتفوق فيه Nokia فالأجهزة العاملة بنظام تشغيل Windows Mobile تقدم بديلا مذهلا في هذا الحقل ..
أقول لك .. تأكد أولا من اسم الشركة أو التوكيل الذي ستتعامل معه و من خدماته و عمره في السوق .. و بعدها لا تخف من تجربة شركات أخرى كبرى غير Nokia .. فقط اذا وجدت السعر المناسب و الامكانيات المناسبة .. و لا شك أنك ستجدها وسط هذا الزخم في الأسواق ..
هذا المقال منقول من موقع GadgetsArabia.com