متى أصبح تسلق الجبال
رياضة ؟
لقد عاش الانسان وسط الجبال منذ عصور ما قبل التاريخ . وكثيراً ما كان
يسافر عبر مناطق جبلية صعبة . لكن تسلق الجبال أصبح رياضة قبل حوالي 100
سنة فقط . ولا يتسابق الناس في تسلق الجبال . ويجب على أفراد مجموعة التسلق
أن يتسلقوا الجبال كفريق لأنهم يعتمدون على بعضهم البعض لتأمين حمايتهم
وضمان سلامتهم . وتسلق الجبال رياضة خطيرة .
يتسلق الناس الجبال في مجموعات من ثلاثة الى أربعة افراد . وأثناء التسلق
يكون افراد المجموعة مربوطين مع بعضهم بواسطة حبل وتفصل بين الواحد والآخر
مسافة ستة أمتار تقريبا . وهم لا يتسلقون معا . فقائد المجموعة يتسلق اولا
ويقود باقي اعضاء مجموعته .
وتوجد اليوم معدات خاصة لتسلق الجبال . فالمتسلقون يلبسون أحذية خاصة
بالتسلق تصنع نعالها من المطاط المفرز الى نتوءات بارزة تساعدهم في تثبيت
اقدامهم على الصخور والثلوج . كما انهم يرتدون ملابس مصنوعة خصيصا لهم توفر
لهم الوقاية من البرد والثلج . ويرتدون ايضا نظارات واقية من الثلوج
لحماية أعينهم من التركيز في النظر على سطح مغطى بالثلوج . ويحمل كل فريق
حبلا طوله 40 ميلاً . كما يحمل اسطوانات اوكسجين ، وبوصلة ، وبلطة لتكسير
الجليد ، ومغارز لها في أحد طرفيها عين يولج فيها الحبل ،الخ من المعدات
التي تستعمل لأغراض مختلفة.
ولم يصبح تسلق الجبال رياضة شعبية الا بعد عام 1949 وبدأ متسلقو الجبال
يتعاملون مع رياضتهم بأسلوب علمي . وفي 29 مايو 1953 كان الهندي تنزينغ
نورغاي والانجليزي اي . هيلاري أول من نجح في تسلق قمة ايفرست أعلى قمة
جبال في العالم . وفي السنوات العشر اللاحقة قهر متسلقو الجبال اعلى عشرة
جبال في العالم جميعها .
يجب
على متسلق الجبال المبتدئ أن يقوم بدراسة الكتب التي تصف الأساليب التقنية
المختلفة لتسلق الجبال. ولكن أفضل وسيلة يمكن من خلالها تعلّم هذه الرياضة
تكون عن طريق الممارسة. كما أن بعض الناس يتصفون بمهارات التسلق الطبيعية،
ولكنهم لا يصبحون متسلقين مهرة، إلا بعد أن يتلقوا تدريبات شاقة على تسلق
الجبال، والتي يجب أن تستمر عدة مواسم
يتخصص بعض متسلقي الجبال، الذين يتصفون بالموهبة
العالية في التسلق المنفرد، دون الحاجة إلى استخدام معدّات خاصة، إلا أن
معظم مهام التسلق الجادة، تقوم بها مجموعات من المتسلقين تتكوّن من شخصين
أو ثلاثة أشخاص. إلا أن عدد أفراد فرق التسلق في المهام الكبيرة، يكون أكبر
من ذلك بكثير. ويؤكد متسلقو الجبال على أهمية التدريب واكتساب الخبرة عن
طريق زيادة صعوبة التسلق بالتدريج. والسبب في ذلك أن حياة متسلقي الجبال
تتوقف في كثير من الأحيان، عند مواجهتهم بعض مناطق التسلق الوعرة، أو عند
مواجهة مشاكل غير متوقعة، على خبرة ومهارة باقي أعضاء الفريق.
ويجب أن يتمرّس
المتسابقون جيدًا على إجراءات السلامة، وخاصة الثبات وهو طريقة خاصة للتوقف
عن السقوط في حالة انزلاق المتسلق أثناء صعوده أو هبوطه أحد المنحدرات.
حيث يمضي القائد في البداية بينما يرخي رفيقه أو رفاقه الحبل من موقع ثابت.
في أثناء التقدم، يربط القائد الحبل في نقاط ثابتة، سواء في صخرة ناتئة أو
في دليل حبال أو رزة جبلية مثبتة في الصخرة. وتوفر هذه الوسيلة السلامة
إلى أن يتمكن القائد من الوصول إلى الإفريز الصخري ويمكنه تثبيت باقي
المتسلقين