للزوجة: لا تضعي عواطفك في الثلاجةالعلاقة بين الزوجين ليست علاقة متعة عابرة سرعان ما تنقضي، لكنها علاقة مودة ورحمة تشعل مشاعر حب متبادلة وعاطفة قوية من جانب الرجل تجاه زوجته؛ لأن المرأة مثل القارورة، يجب أن تحاط بالرعاية والحنان وتشعر بعاطفة جارفة من جانب زوجها، ولذلك جاء وصف النبي صلى الله عليه وسلم النساء بـ"القوارير".. فإذا ما وصلت المرأة إلى حرمان عاطفي فهذا يؤدي بها إلى الانحراف الفكري والتجمد العاطفي إلى جانب المتاعب النفسية والجسدية.
الكثير من الأسر تعاني من ثقوب عديدة ارتبطت بظروف المجتمع، فالمرأة تعاني من العديد من المشاكل والأعباء الثقيلة في المنزل والعمل، والرجل مثقل بأعباء العمل من صعوبة الحياة وتوفير حياة كريمة لأسرته، مما يجعلهم يدخلون دوامة الحياة، وتتفاقم الأمور وتصل إلى درجة الاضطرابات النفسية، ومعها تشعر المرأة بالبرود العاطفي، حيث تهمل نفسها وتفقد حيويتها وإقبالها على الحياة وتنسى أنوثتها، وتغرق نفسها في أمور المنزل وشؤون أسرتها، ودون أن تدري تصاب بالأمراض النفسية والعضوية وتصل بها الأمور إلى أنها تصبح امرأة مسترجلة، حيث تبدو دائما متجهمة وتثور لأتفه الأسباب، وقد تكون الأسرة متصدعة نفسيا؛ لأن العلاقات بين أعضائها غير مرضية، ويرجع ذلك لأسباب عديدة، منها انعدام الرعاية والعاطفة الإهمال أو القسوة والتحكم.
علاقات زوجية فاترةويؤكد الدكتور "ممتاز محمد عبد الوهاب" ـ أستاذ الطب النفسي بقصر طب العيني ـ أن لضغوط الحياة آثارا نفسية وجسدية على المرأة..
النفسية هي: شعورها بعدم الأمان والإحساس بعدم الثقة والقلق النفسي، وتبدأ الشكوك والغيرة بعد أن تصاب العلاقة الزوجية بالفتور، بل تصل الأمور مع المرأة إلى إصابتها بنوع من الاكتئاب.
أما من الناحية الجسمانية: فتبدأ تشعر بصداع مستمر وآلام المفاصل والظهر، بالإضافة إلى الإحساس بالوهن والضعف وعدم القدرة على بذل مجهود جسماني. ويرى أن احتياج المرأة للعاطفة أشد من احتياجها للمعاشرة الزوجية؛ لأن الحرمان العاطفي يسلبها ويحرمها من متعة الإشباع الجنسي، ويصبح تعاملها مع الرجل يتسم بالبرود العاطفي؛ لأن الكلمة الرقيقة تثيرها أكثر من مجرد تعامل جنسي، وظروف الحياة كثيرا ما تؤدي إلى ابتعاد الزوج عن زوجته بالسفر للخارج، فتصاب المشاعر ببرود عاطفي لدرجة أنه عندما يأتي الزوج لا يدري كيف يتعامل مع زوجته وكيف يعبر عن عواطفه واهتمامه.
ضغوط اجتماعيةوترى الدكتورة نسرين بغدادي ـ أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية ـ أن المرأة العربية بصفة عامة نتيجة حيائها لا تستطيع أن تعبر عن مشاعرها بشكل واضح وصريح؛ لأنها تتعرض لضغوط اجتماعية داخل أسرتها، وترى أن التعبير عن مشاعرها عيب شديد فالأنثى في المجتمعات العربية تنشأ ومعها جزء كبير من المحرمات، وغير مسموح لها بالتعبير عنها، وعندما تكبر تكون غير قادرة على أن تعبر بشكل واضح وصريح عن مشاعرها، وخصوصا في فترة الخطوبة؛ لأن هناك أفكارا وثقافة معينة للتعبير عن المشاعر، ومحورها ثقافة الكتب، وبالتالي نجد أن ظروف النشأة عند الأنثى تظل معها حتى الكبر، وعندما تصاب المرأة بكبت مشاعرها يتولد لديها البرود العاطفي، وما له من تأثيرات جانبية، مثل ارتكاب الجريمة والانحراف، خصوصا إذا كان الرجل غير متفهم لاحتياجات زوجته العاطفية.
وتؤكد أن مسألة البرود العاطفي قد تدفع المرأة للجريمة؛ لأن العادات والثقافات في المجتمع العربي ترفض أن تعبر المرأة عن مشاعرها وعن احتياجاتها العاطفية خصوصا، وأن الرجل له اليد العليا في العلاقات النسائية؛ لذلك تكون سهلة الانسياق وراء عواطف كاذبة.
الرجل هو السببوتتفق الدكتورة "آمال هلال" ـ أستاذ علم النفس المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ مع الآراء السابقة، فتقول إن التنشئة الأسرية تؤدي دورا كبيرا جدا في تكوين العاطفة بالنسبة للأنثى، وكيفية التعبير عنها بشكل صحيح.
وترى أن البرود العاطفي يبدأ من ليلة الزفاف؛ لأن الأم ليست لديها الثقافة أو الوعي الكامل لتوضيح الأمور لابنتها وكيف تعبر عن عاطفتها ومشاعرها، وفي بعض الأحيان قد يصف الرجل زوجته بأنها باردة عاطفيا دون أن يدري أنه المتسبب في ذلك حينما حملها بكل الضغوط والأعباء وجعلها غارقة في المشاكل، ولم يأخذ بيدها ولم يتفهم احتياجاتها، فهي لم تسمع منه كلمة حب حلوة، ولا شعرت بلمسة حانية من يده، ولم يسمح لها بأن تعبر عن مشاعرها الحقيقية.