ما أهمية مؤشر كتلة الجسم الصحية؟حساب مقدار (مؤشر كتلة الجسم) body mass index (BMI) هو وسيلة جيدة لمعرفة ما إذا كان وزن الإنسان طبيعيا، أو أن وزن جسمه يكون في درجة من الحالات غير الطبيعية. ويمكن حساب مقدار «مؤشر كتلة الجسم» بطريقتين، أي عند قياس الوزن بوحدة الكيلوغرام kg أو وزن الجسم بوحدة الرطل pound.
في حال استخدام الكيلوغرام، تتم قسمة مقدار الوزن بالكيلوغرام على مربع طول الجسم بالمتر. ومثلا، فإن كان الشخص رجلا وزنه 80 كيلوغراما، وطوله 170 سنتيمترا (أي 1.7 متر)، يكون مؤشر كتلة الجسم لديه هو 27.7.
وفي حال استخدام الرطل، يضرب مقدار الوزن بالرطل في الرقم 703. وتقسم النتيجة على مقدار الطول بالبوصة inch. ثم تقسم النتيجة مرة أخرى على مقدار الطول بالبوصة. ومثلا امرأة وزنها 270 رطلا، وطولها 68 بوصة، يكون مؤشر كتلة الجسم لديها هو 41.
تعريف طبيووفق التعريف الطبي الصادر عن «منظمة الصحة العالمية» WHO و«المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية» CDC، تكون ترجمة مقدار «مؤشر كتلة الجسم» على النحو التالي:
- أقل من 18.5 هو «نقص في الوزن» Underweight.
- ما بين 18.5 و24.9 هو وزن «صحي» Healthy.
- ما بين 25 و29.9 هو «زيادة وزن» Overweight.
- ما بين 30 و39.9 هو «سمنة» obesity.
- ما فوق 40 هو «سمنة مرضية» morbid obesity.
وتؤكد نشرات «المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية» أن وسيلة حساب «مؤشر كتلة الجسم» هي الوسيلة الأكثر شيوعا في الأوساط الطبية العالمية لتقييم كمية الشحوم في الجسم.
استثناءاتبشكل عام، فإن ارتفاع مقدار «مؤشر كتلة الجسم» يعني تلقائيا ارتفاع كمية الشحوم في الجسم، ومن هنا تأتي أهمية هذه الوسيلة في تقدير الأضرار الصحية الحالية والمستقبلية لتراكم الشحوم في الجسم. ولكن يستثنى من هذا بعض الحالات، مثل:
- الممارسون لرياضة بناء كمال الأجسام: ولديهم تكون كتلة العضلات أعلى من كتلة الشحوم؛ لذا فإن زيادة مقدار «مؤشر كتلة الجسم» لديهم لا تعني تلقائيا زيادة كمية الشحوم فيه.
- كبار السن: ومن الأفضل صحيا لكبار السن، أي من تجاوزوا عمر 65 سنة، أن يكون مقدار «مؤشر كتلة الجسم» لديهم ما بين 25 و27، أي أعلى قليلا من الطبيعي. ويعتقد طبيا أن ذلك يحميهم من الإصابة بمرض هشاشة العظم osteoporosis.
- الأطفال: وعلى الرغم من تفشي مشكلة السمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال على المستوى العالمي، فإن لأطباء الأطفال وسائل أكثر دقة في تقييم سمنة الطفل من وسيلة «مؤشر كتلة الجسم» في مقارنة وزن الطفل مع مقدار عمره.
علامات الأمراضكما تشير نشرات «المؤسسة القومية للصحة» NIH في الولايات المتحدة، إلى أن معرفة «مؤشر كتلة الجسم» BMI إحدى وسائل تقييم الحالة الصحية المستقبلية للإنسان واحتمالات تعرضه للإصابة بأحد أنواع الأمراض المزمنة ذات التأثيرات الصحية المهمة. وهي ما تشمل:
- أمراض القلب.
- ارتفاع مقدار ضغط الدم في شرايين الجسم.
- متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم.
- النوع الثاني من مرض السكري.
- دوالي تمدد الأوردة في الأطراف السفلى.
والأهم، وفق ما تقوله المؤسسة المذكورة، أن الحفاظ على وزن طبيعي للجسم يمكن على أقل تقدير أن يحمي أرواح أكثر من 300 ألف إنسان سنويا من الوفاة. وتضيف أن الســـــمنة أصبحت هي الهم الصحي الرئيسي في الولايات المتحدة، وتم بوضوح إثبات أن المصابين بالسمنة يواجهون ارتفاع احتمالات تعرضهم لمخاطر الوفاة بسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية وأنواع معينة من الأمراض السرطانية. وحاليا ثلثا البالغين في الولايات المتحدة هم إما لديهم سمنة وإما زيادة في الوزن.
دراسة جديدةوفي عدد 1 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، نشرت مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن» الطبية العالمية، إحدى أهم الدراسات التي تتبعت التأثيرات الصحية لاضطرابات «مؤشر كتلة الجسم» على المستوى العالمي.
وتم في هذه الدراسة تجميع المعلومات التي توصلت إليها 19 دراسة طبية سابقة، شملت نحو مليون ونصف مليون شخص ممن تراوحت أعمارهم بين 18 و84 سنة.
وتراوحت المتابعة الطبية فيها بين 5 و28 سنة. وتضمن فريق البحث باحثين من المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة والمؤسسة القومية للسرطان في الولايات المتحدة ومن عشرات مراكز البحث الطبي العالمية.
وتبين من النتائج أن عموم «الأصحاء» البالغين من غير المدخنين، والذين لديهم «مؤشر كتلة الجسم» بين 20 و24.9 هم الأقل عرضة للوفاة، وأن وجود «مؤشر كتلة الجسم» بمقدار 25 فما فوق، يرفع من احتمالات الوفاة لدى أي شخص في أي مرحلة من العمر.
وبالمقارنة مع الذين مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 20 و24,9، بلغت نسبة الارتفاع في الوفيات:
- ارتفاع بمقدار 44% للذين مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 30 و34.9.
- ارتفاع بمقدار 88% للذين مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 35 و39,9.
- ارتفاع بمقدار 250% للذين مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 40 و49,9.
وبشكل عام، قال الباحثون: إن كل ارتفاع بمقدار 5 في مؤشر كتلة الجسم يعني ارتفاع احتمالات الوفاة بنسبة 31%، كما لاحظ الباحثون في نتائجهم تأثيرات مشابهة لعوامل أخرى، من أهمها: تناول الكحول ومستوى ممارسة النشاط البدني الرياضي، والمستوى التعليمي.
لا تنسوا يا شباب المشاركه فى الإستفتاء بالأعلى