لكى يستيقن الذين يخشون الله

لكي يستيقن الذين يخشون الله
من أغرب ألغرائب أن يعلم ألإنسان أن ألموت لايبقى ولايذر ويرى ألنكبات تحصد الصغير قبل الكبير وزحام الناس على ركام الدنيا وتقاتلهم بشراسة متناهية على شيء رخيص زائل حتى غلب ألإنسان ألحيوان في تنازعه بشراسة بغيضة حتى قتلت ألأم ولدها وقتل ألابن أباه واستشرت ألرزيلة في ألخلق وتبدلت ألأخلاق فصارت كطينة ألخبال ،إلا أنه مازال صوت يعلو بكلمة الحق والصواب ليعلن قوة ألتحدي بآيات ألله وألتى تبين بدورها صدق كل ماوعد به الله وعقيدة الدين السمحاء لتكون شاهدا لمن أيقن بوعد الله وعمل به ولمن كان في قلبه مرض حتى يستيقن بالآخرة وأن وعد الله حق فيعمل ويمتلئ قلبه خشية وعظة وإعتبارا ونحن في هذه المرة سوف نسوق بعض من آيات الله ألتي أذهلت عقول ألعلماء والمفكرين وفى هذه ألآيات مايجعل كل متدبر خاشع يخر إلى ألأذقان سجداً وسندخل هذه ألمرة في عالم غريب وعجيب قد يظنه الجاهلون أنه من عالم الجماد فلا يحس ولا يشعر وهو (عالم ألنبات ) وكيف أن هذا العالم المملوء بالحركة والحياة قد خلقه الله لكي يستنفع ألإنسان بما فيه من غذاء وإيواء وكسوة وما إلى ذلك من منافع عظيمة لايستطيع الإنسان حصرها فالنبات عالم حي مملوء بالحركة والذكاء على إختلاف مايتوهم أكثر الناس فهو يحب ويتألم ويحزن ويفرح ويقرأ أفكار الناس وهذه ليست تكهنات أو أكاذيب ولكنها حقائق أثبت صحتها ألعلم والعلماء مثل كليف باكستر ألذي قد أثبتت تجاربه تأثر ألنبات بحساسية شديدة بكل ماحوله من كائنات وطريقة إتصاله هذه مازالت سر غامض بالنسبة للعلماءوقد أثبتت ألتجارب أنه مهما قطع ألإنسان على ألنبات وسائل إتصاله بمن حوله وألتى يعد إليها النبات فإنها لاتدخل قطعا ضمن موجات الاتصال ألمعروفة عندنا فالنبات ظل يستجيب لأشكال ألحياة من حوله رغم وضعه في قفص فرادى ألعازل ووضعه داخل وعاء مبطن بالرصاص إلى آخر ألوسائل ألفعالة في حجب سير ألموجات ألكهرو مغناطيسية أو ألإشعاعات بل أنه من ألمدهش للعقول أن موجات ألإتصال للنبات يبدوا أنها تتجاوز عصر ألزمان أيضاً بل من ألمفاجآت المذهلة كما أثبتتها بحوث باكستر ودكتور أدامنكو ودكتور أيسنر وغيرهم من علماء ألنبات أن ألنبات يتأثر بشدة للوقائع والأحداث التي تدور حوله ورأى ألعلماء كيف أغمى على ألنبات عندما فكر صاحبه في حرق ورقة من أوراقه وكيف أن ألنبات كان يرتعش كلما كسر الباحث بيضة قريبا منه وكان الدكتور باكستر يستعمل في أبحاثه جهازا اتوماتيكيا معقدا ثم بدأ فى إستعمال جهاز (أنسيفا لوجراف ) وهناك حكايات واقعية تدل على أن علم ألنبات عالم حي له فطرته الخاصة وأسلوبه في التعامل مع كل من حوله من إنسان وحيوان لاتكفى في سرد حقائقها ألاف ألمجلدات ألضخمة فقد وضع الله سبحانه وتعالى لكل مخلوق سر لايعلمه إلا الله ولكن يبين الله لنا من أسرار كل ألموجودات ما يجعل قلوبنا فى خشية وخشوع وإقرار بنعم ألخالق على كل ألموجودات وليس البشر وحده ففي غابات الأمازون شجرة تدعى (فيل)هذه الشجرة تدافع عن نفسها إذا فكر أحد بقطع غصن من أغصانها أو إذا حاول أحد الحيوانات قضم أحد أوراقها فإنها تبعث رائحة كريهة جدا عند اقتراب أحد منها تجعله يولى ألأدبار وأزهار (عشبة البواسير )ألتي تظهر في الربيع ولها أزهار صفراء تتفتح فى الصباح وتقفل في المساء وتنتظر ألنحل ألذي لايأتى إلا فى أثناء ألنهار ويمكننا تشبيه هذه ألزهور بالسوبر ماركت فهي تفتح في الصباح لزبائنها من ألنحل الذي يأتي لجمع رحيق ألأزهار وفى ألمقابل يعطيها بعض أللقاح وتخرج منها رائحة عطرة وجذابة للنحل وكأنها تدعوه للتبادل المنفعى فيما بينهما وكلما كان ألجو حاراً كلما كانت ألرائحة أقوى وإن تلك المعاملات ألنباتيه لايمكن أن تراها العين ألمجرده فلكل شيء عالمه وأسراره فالنبات خلق للمنفعة فهو لايتألم حين يعطى ماقد خلقه الله لأجلة ويتألم حينما يتعرض للإيذاء فحين أخذ ثمراته يفرح لأنه يعطى ويؤدى رسالة الخالق ألتي قد خلقه من أجلها بكل إرتياح ونبات (عشبة ألبواسير تتبع ألشمس فى مسارها وحركاتها حتى تلتقط حرارتها طوال ألنهار ،وهناك أشجار الغابات ألكثيفة وألتى تنموا منذ آلاف ألسنين تتكيف فى حياتها بشكل غريب وغامض ولكن لإرادة إلهية لتساعد في تنظيف ألجو وتبديل ثاني أكسيد ألكربون بالأكسجين وتعطى كما أمرها الله بما تعطى وهذا يعتبر حتى ألآن في شاغل أذهان العلماء وألمفكرين وكل آن يكتشفوا ماهو غريب وأعظم على دلالة القدرة ألإلهيه فى تسخير جميع الموجودات كلها لخدمة ألإنسان ،ذلك المخلوق الضعيف الجحود وألذى لايريد أن يعترف بفضل الله عليه ويختلق العراقيل ليهرب بغروره إلى عالم أللهو والرزيلة فالحرائق ألطبيعية ألتي تنتج من فعل الصواعق وما إلى غير ذلك وتشتعل في هذه ألأشجار لها إرتباط وثيق بحياة هذه ألأشجارولايمكن ألإستغناء عنها ويستطيع علماء ألغابات بسهولة ألتعرف على عدد ألمرات التي تعرضت لها أى غابه طوال عمرها وألذى يرجع في بعض ألأحيان إلى ملايين ألسنين ومهما بلغت مساحتها فالحريق ينشب كل خمس سنوات تقريبا ونادرا مايصل لربع قرن وتعتبر هذه الحرائق بالنسبة للأشجار بمثابة تغيير لمناخها وماهو تالف فيها وتجديده إلى الأحسن بعكس النباتات التى تكلمنا عنها في بداية هذا المقال ويطلق علماء الغابات على حرائق الغابات ب(ألنيران ألعلاجية )ففي هذا العالم المدهش والمثير من عالم النباتات والأشجار شجرة تسمى (شجرة ألهلاك ) وهذه ألشجرة تنموا فوق فوهة بركان خامد (بركان بانجرانج ) في يافا في فلسطين وعلى إرتفاع حوالى 10000 قدم وهذا هو ألمكان ألوحيد في ألعالم ألذي تنموا فيه وإذا نمت فهذا نذير لثورة بركان ومن هنا كانت ألتسمية ويصلى ألأهالي لله هناك حتى لاتنبت هذه ألشجرة فهم يتهيأون للرحيل إذا ما فوجئوا يوماً بنموها وهذه الحالة تدفع ألمؤمنين لعظات بليغة فى رحمة الله بالإنسان ولتذكره بحنانه ورحمته حتى على العصاة من خلقه ويثبت أنه ألخالق والمسيطر على كل شيء بقوته ورحمته ولم يخلق الله على الأرض شيئا بدون فائدة فمن هذه ألأحياء ألنباتيه شجرة(أوكاليبتوس ) وطولها يبلغ حوالى 152 متر وكذلك شجرة((ألسكويا) ويبلغ طولها 112 متر أما اقصر شجرة فهى (ألصفصاف العشبي)وألذى يعيش فى المناطق القطبية ولايزيد طولها عن 2 سنتيمتر وأما أضخم شجرة فى العالم هى (ألسكويا ) الملقبة بجينرال شيرمان ويبلغ علوها 85 متر وإستدارةجذعها32/24 متر وهذه ألشجرة تعتبر أضخم شيء حي على وجه ألأرض ويمكن أن يصنع من خشبها40 منزلا يتألف ألواحد من 5غرف وقدر وزنها ب2030 طناً ومع هذه الضخامة ألشديدة فإن بذرتها يبلغ وزنها7/4 ملليجرام فقط أى أنها زادت بنسبة250 مليار مرة حتى أصبحت شجرة عملاقة وفى هذا العالم المدهش وألغريب نباتات تتغذى على الحشرات ونباتات تثير ألرعب وتأكل ألبشر ذات أنفسهم ويجب عندما نسمع ذلك أن نستشعر ألعظمة ألإلهية ونسجد لله شاكرين في أنه خلق من ألنباتات الخضراء ألتي تبعث فينا الهدوء وألإستقرار ألنفسى عند ألنظر إليها وألتى خلقها الله لتكون لنا ألمصدر ألأساسي للغذاء على سطح ألأرض ونوعاً آخر متوحشا يتخذ ألإنسان غذاءاً له وهذا ألنوع من ألنبات يوجد في جزيرة مدغشقر وهى شجرة تشبه شجرة ألصنوبر وجذوره ضخمة وبها عقد كبيرة وتحتوى على أربع ورقات فقط ويبلغ طول الورقه4أمتار وعرضها 80 سنتيمتر وسمكها40 سنتيمتر وتتدلى من رأس ألشجرة لأسفلها والأوراق تشبه جلد ألمواشي وأطرافها مسننه وتوجد أزهار على رأس ألشجرة تشبه ألأقداح وتتصاعد منها روائح تسبب دواراً شديداً للإنسان وتسيل منها قطرات تفقد ألإنسان وعيه وعند صعود ألإنسان هذه ألأشجار تنبعث من أزهارها رائحة تسبب له فقداناً للوعي وترتفع بسرعة ألأوراق ألمتدلية وتطبق على ألإنسان لمدة أسبوعين متكاملين ثم تعود ألأوراق إلى ماكانت عليه بعد أن تقضى على ألإنسان وتحصل منه على الغذاء ولعل ألله خلقها ليستفيد منها الإنسان بالموعظة وبمنافع لم يصل إليها ألعلم ولم يحن بعد ألكشف عن منافعها وكأنها حيوانات نباتية ضارية لاتقل فتكا و فراسة عن ألحيوانات ألمفترسة أو أنواع من ألبشر ألأشد شراسة من تلك وهؤلاء إننا في عالم يلتف حولنا كل ماهو فيه وكان من ألواجب أن نطيع الخالق بخشية كما تطيعه العوالم ألأخرى حتى يعلمنا ماخفى علينا وكان أعظم فنفيد ونستفيد ونتذكر دائما قوله سبحانه وتعالى (تُسَبِّح لَهُ اْلْسَّماوَاتُ اْلْسَّبْعُ وَاْلأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإن مِن شَىْءٍ إلا يُسَّبِحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لا تَفْقَهُون تَسْبِحََهُمْ إنَّه كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)سورة ألإسراء آية 44وقوله تعالى (وَاْلْنجْمُ وَاْلْشّّجَرُ يَسجُدَان)آية 6 من سورة ألرحمن فمع هذه الآيات وهذه ألمخلوقات ألتى تطيع وتجد ونحن نعلم ولانطيع إلا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ولم نخزى من الحليم فمن الواجب أن نعود إلى بارئنا ومصورنا وخالقنا قبل فوات ألأوان ومن قبل أن نزل ونخزى فحياتنا وغذائنا متوقف أكثريته على عالم النبات ونحن نعلم أيضا أن طعامنا وشرابنا متوقف على هذا المخلوق ألغامض والذي لم نعلم عنه شيئا إلا قليل القليل وأن هناك كثير من العظات والعبر سوف نقف عليها لتمر نسمات من علمها على عقولنا فنشكر الوهاب بقلوب سليمة وخاشعة وحتى نلتقي عن كان لى فى العمر بقية استودعكم الله ....................ساديكو

بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسانتك